قال: ويجب احترامه؛ يعني ويجب احترام المصحف وصيانته عن كل أذى، فلا يدخل به بالقرآن، ولا يوضع في أماكن القاذورات والنجاسات، ولا يوضع في أمكنة الجلوس خشية من أن يجلس عليه، ولا يهان، ومن هنا قالت طائفة بأن القرآن لا يكتب على الجدران؛ لأن في ذلك امتهان له، وكذلك يصان القرآن عن الاستناد إليه أو جعله وسادة يستند عليه الإنسان، ويصان أيضا من الجلوس عليه والوقوف عليه، ومما يتعلق بهذا مد الرجلين إلى المصحف، فإنه مكروه إذا لم يقصد إهانة المصحف، أما إذا قصد إهانته فلا شك بأنه من العظائم، وقد قالت طائفة بأنه يكفر بذلك، وكذلك من عدم احترام القرآن إلقاؤه على الأرض بقوة؛ لأن هذا يؤدي إلى تمزقه.
هذا شيء مما يتعلق بأحكام المصحف، والمؤلف -غفر الله له ورحمه ورفع درجته- حاول استقصاء أحكام مقدمة التفسير، وقد استفاد من مقدمة تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية كثيرا، وذكر مباحث ومواطن ذكرها غيره، وقد اختصر مقدمة التفسير اختصارا غير مخل؛ فجمع ووعى من جهة، وقلل اللفظ وسهله من جهة أخرى، وهناك علوم كثيرة متعلقة بالتفسير، علوم القرآن لم يذكرها المؤلف؛ وذلك لأنه يعتبر أن هذه المقدمة بمثابة الأمر المسهل اليسير،
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــ
وحينئذ فعلينا بمعرفة ما يتعلق بعلوم القرآن وطرق التفسير وطرق الدلالات، دلالات الألفاظ من أجل أن نفهم كلام الله - عز وجل - وأن نعرف المراد به؛ لنتمكن من العمل به، ولنتمكن من إرضاء الله -سبحانه وتعالى- لتعلمه وتعليمه، وقد ورد في الصحيح من حديث عثمان - رضي الله عنه - " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " تعلم القرآن يدخل فيه تعليم حروفه، ويدخل فيه أيضا تعليم معانيه وتعلمها.


الصفحة التالية
Icon