صلى الله عليه، يعني على النبي - ﷺ - وعلى آله، أتى بلفظة على هنا؛ لأن كثيرا من النحاة، وأهل اللغة لا يستجيزون عطف الاسم الظاهر على الضمير المجرور، فهنا عليه الهاء ضمير مجرور، فلا يجيزون أن يقال: صلى الله عليه وآله، وذلك؛ لأنهم يوجبون إعادة العامل في الاسم الظاهر، المعطوف على ضمير مجرور، كما في قوله تعالى:
................................................................................................................. ـــــــــــــــــــــــــــــ
﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ﴾ (١) فذكر الباء، وإن كان طائفة من النحاة لا يوجبون ذلك، ويصححون عطف الاسم الظاهر على الضمير المجرور، ويستدلون عليه بمثل قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ﴾ (٢) على إحدى القراءات فعطف الأرحام على الضمير المجرور، في قوله: ﴿ به ﴾ ؛ ولذلك قال بعض النحاة: إن سمعت فلانا -حمزة- يقرأ بها، لأخذت نعلي وتركته؛ لأنهم لا يستجيزون مثل هذا، وأنتم تعلمون أن القراءة لا بد أن تكون موافقة لوجه من أوجه اللغة.
والصواب جواز عطف الاسم الظاهر على الضمير المجرور لهذه الآية، وهي قراءة سبعية متواترة لا إشكال فيها ولقوله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٦٤) ﴾ (٣).
فقوله: ﴿ وَمَنِ اتَّبَعَكَ ﴾ (٤) معطوف على الكاف، وإن كان جمهور النحاة قالوا: هذه جائزة؛ لأنه فصل بين الاسم الظاهر وبين الضمير، فقال: حسبك الله، فإذا فصل بين الضمير، وبين الاسم الظاهر، جاز بين ذلك، فنقول: إذا جاز ذلك عند الفصل، فنقيس عليه جواز عطفه عليه عند الوصل.

(١) - سورة القصص آية : ٨١.
(٢) - سورة النساء آية : ١.
(٣) - سورة الأنفال آية : ٦٤.
(٤) - سورة الأنفال آية : ٦٤.


الصفحة التالية
Icon