وسلم. التسليم هو: التحية والله - عز وجل - يسلم على أوليائه الصالحين، وعلى أنبيائه قال تعالى: ﴿ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨) ﴾ (١) وجمع المؤلف هنا بين الصلاة والسلام، اقتداء بما ذكره الله تعالى في سورة الأحزاب، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦) ﴾ (٢) اللهم صل وسلم عليه.
قال المؤلف بعد ذلك: أما بعد، يعني مهما يكن من أمر بعد ذلك فهذه مقدمة في التفسير، تقدم معنا المراد بذلك تعين على فهم القرآن، يعني تساعد على فهم القرآن، وتقدم معنا أن من القرآن ما يظهر بدلالة اللغة، فلا يحتاج فيه إلى تعلم مثل هذه القواعد، مثل لفظ السماء، لفظ الأرض ونحو ذلك، ومنها ما يحتاج إلى استنباط معتمد على قواعد وأصول التفسير، وهو المراد هنا.
القرآن العظيم: فالقرآن العظيم يعني أنه معظم، الجدير: يعني الذي يستحق أن تصرف له الهمم، يعني يتوجه العباد إلى هذا القرآن في فهم معناه، ومعرفة دلالته، ففيه: يعني في القرآن، الهدى والنور، لا شك أن هذا القرآن فيه هدى كما قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢) ﴾ (٣) وكما قال سبحانه: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٣٩) ﴾ (٤) وقال تعالى: { وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ
................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(٢) - سورة الأحزاب آية : ٥٦.
(٣) - سورة البقرة آية : ٢.
(٤) - سورة البقرة آية : ٣٨-٣٩.