قال المؤلف: هنا "وآخره" يعني: آخر ما نزل من القرآن سورة "المائدة" وبراءة والفتح" والمراد بالفتح هنا ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) ﴾ (١) وليس المراد به سورة ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) ﴾ (٢) لأن سورة الفتح هذه نزلت في السنة السادسة في صلح الحديبية، وقد نزل بعدها سور وآيات وآية الكلالة والربا والدين، وقع الخلاف بين الصحابة -رضوان الله عليهم- في هذين الموطنين :
الموطن الأول: ما هي آخر سورة نزلت من القرآن؟ فقال البراء: آخر سورة نزلت من القرآن هي سورة "براءة" وقد ورد مثل ذلك عن عثمان، وقد روى قول البراء البخاري ومسلم، وقال ابن عباس -رضي الله
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عنهما: إن أخر سورة نزلت من القرآن ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) ﴾ (٣) كما في "صحيح مسلم" ورد عن عائشة أنها "المائدة" كما عند الترمذي والحاكم، وورد عن ابن عمر "المائدة والفتح"، والمراد بالفتح كما تقدم سورة ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) ﴾ (٤).
وأما آخر آية نزلت فقال البراء: آخر آية نزلت هي آية الكلالة في آخر سورة "النساء" كما في "الصحيحين"، وقال أُبي: آخر آية نزلت أواخر سورة التوبة ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ﴾ (٥) رواه الحاكم.
وقال ابن عباس: أخر سورة نزلت آية الربا وورد مثله عن عمر وقد ورد أن بينها وبين وفاة النبي - ﷺ - واحد وثمانون يوما.
والجمع بينهما أن ما ورد عن الصحابة أن كلا منهم أخبر بما يعلمه هو، وخفي عنه ما يعلمه غيره؛ ولذلك لم يعرف أن آخر النزول هو ما عرفه غيره.
(٢) - سورة الفتح آية : ١.
(٣) - سورة النصر آية : ١.
(٤) - سورة النصر آية : ١.
(٥) - سورة التوبة آية : ١٢٨.