ومن فوائد كون القرآن منجما أن يكون نزوله بأسباب معلومة يتيسر على الناس فهم القرآن من خلال معرفة هذه الأسباب، ومن فوائد التنجيم أيضا حصول التدرج في التشريع، ليقبل الناس بأحكام الشريعة.
ومن فوائده أيضا وجود الناسخ والمنسوخ، قال المؤلف هنا: "يلقيه جبريل إلى النبي - ﷺ - في مثل صلصلة الجرس" ذكر المؤلف هنا أنواع الوحي من حيث كيفيته.
الكيفية الأولى: أن يكون مثل صلصلة الجرس، قال: "وهو أشده عليه" وقد ورد في حديث ابن مسعود مرفوعا " إن الله إذا تكلم بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفا، قال: فيفزعون حتى يأتيهم جبريل، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: يا جبريل، ماذا قال ربك؟ فيقول جبريل: الحق " فدل ذلك على أن جبريل يسمع كلام الله، وعلى أن هذا الوحي مسموع.
جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها: " أن النبي - ﷺ - لما سئل كيف يأتيك الوحي؟ قال: أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فأعي ما
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يقول " فهذه طريقتان وكيفيتان في تلقي الوحي؛ ولذلك ذكر المؤلف الطريقة الثانية "فقال: ويأتيه في مثل صورة الرجل يكلمه".
وقد ذكر بعض المفسرين النفث في الروع: والنفث في الروع في حقيقته لا يخرج عن الكيفية الأولى، وذكر بعضهم مكالمة الله -سبحانه وتعالى- للنبي - ﷺ - مباشرة، وذلك مثل حديثه له في الإسراء، ولكن هذا مكالمة وليست وحيا.