النوع الثالث: لفظ عام بقي في دلالته على الاستغراق لكنه أخرجت منه بعض الألفاظ، ومن أمثلته قوله -سبحانه: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ﴾ (١) ثم بعد ذلك بين أن المضطر يجوز له أكل الميتة، فالميتة هنا معرف بـ "أل" الجنسية، فيفيد العموم ثم استثنى منه المضطر، فيجوز له أكل الميتة، فهذا عام مخصوص، قالوا: وهو كثير وظاهر هذا أن النوع الثالث أكثر ما في القرآن، والصواب أن أكثر عمومات القرآن باقية على عمومها، إذا تأمل الإنسان النصوص الشرعية وجد أن ألفاظ العموم باقية على عمومها.
قال: "إذ ما من عام وقد خص" وهذا أيضا فيه ما فيه، فهذا خطأ، فالكثير من العموميات باقية على عمومها ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٨٤) ﴾ (٢) ﴿ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٢٨٢) ﴾ (٣) هذه باقية على عمومها ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ﴾ (٤) ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) ﴾ (٥) فهذه باقية على عمومها.
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قالوا: والمخصص ينقسم إلى نوعين، والمراد بالمخصص الدليل الذي يخرج بعض الأفراد عن دلالة العموم عليه، النوع الأول مخصصات متصلة، والمراد بالمخصصات المتصلة: التي تأتي مع الخطاب العام في سياق واحد، قالوا: وهو خمسة، يعني: المخصصات المتصلة خمسة أنواع، قال:

(١) - سورة المائدة آية : ٣.
(٢) - سورة البقرة آية : ٢٨٤.
(٣) - سورة البقرة آية : ٢٨٢.
(٤) - سورة النساء آية : ٤٠.
(٥) - سورة الزلزلة آية : ٧.


الصفحة التالية
Icon