إن هناك فئة من الناس ترد كل على ما لا يأتي على حسب ما تألفه أو تهواه أو تعتاده، وجِماع ذلك كله : الجهل بهذا الشيء، وبالتالي فهي لا تقبل هذا الشيء وإن كان مثبتاً موجوداً معروفاً عند كثير من الناس ؛ فبعضهم لا يدري أن هناك إجازات خاصة بالمتون، ويأخذ فيها الطالب سنداً إلى ناظمها ؛ إما بالقراءة غيباً عن ظهر قلب في مجلس واحد- كما سيأتي معنا في إجازة إمام هذا الفن ابن الجزري - رحمه الله - للشيخ العلامة /أبي الحسن علي باشا - أو بالقراءة نظراً لتصحيح المتن، وهذان الأمران صحيحان عند أهل العلم ؛ إلا أن الأول أفضل وأولى؛ لذا فهي تردُّ هذا الشيء ولا تقبله ؛ لندرته أو قلته أو عدم وجوده في البلد أو المكان التي هي فيه، فإذا جاء أحد المشايخ بهذا الشيء الذي ليس عندهم قالوا : هذا الأمر ما سمعنا به، ولا نعرف أحداً من مشايخنا معه السند الخاص في المتن، إلى غير ذلك مما أنكروه بغير حق ؛ بل بجهل والبعض بحسد وحقد، نسأل الله العافية(١)
فيا طالب العلم، ويا شيخ، ويا صاحب النعمة لِلَّهِ : أنت محسود على النعمة التي أنت فيها، فاصبر - أخي الكريم - على حقد وحسد إخوانك، فهذه سنة ربانية لا تتغير ولا تتبدل، فادع الله أن يرزقك الإخلاص في القول والعمل ومعاملة الناس بالحسنى، وأن يسلمك من أمراض القلوب التي فشت في هذا الزمان بين الناس بعضهم بعضاً، نسأل الله العفو والعافية، وأن يرزقنا جميعاً حسن الخاتمة، وأن يجعل خلقنا القرآن.