كثيراً ما نري في ضبط هذا المتن وغيره جملة "لضرورة وزن البيت " ؛ ذلك لأن الناظم - رحمه الله - دعته الضرورة إلي ارتكاب أشياء مخالفة للأصل، تارة من جهة العروض، وتارة من جهة العربية، وتارة من جهة القافية ؛ من حذف شيء من اللفظ، إما حركة أو حرف أو أكثر، لذا يقال :" لضرورة النظم "، كل هذا في سبيل المحافظة على قوانين علم العروض والقافية (١) والله أعلم.
* * *
متن تحفة الأطفال
للشيخ سليمان الجمزوري
١) يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةِ الْغَفُورِ
دَوْمًا سُلَيْمَانُ هُوَ الجَمْزُورِي
٢) الْحَمْدُ للَّهِ مُصَلِّيًا عَلَى
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَمَنْ تَلاَ
٣) وَبَعْدُ هَذَا النَّظْمُ لِلْمُرِيدِ
فِي النُّونِ والتَّنْوِينِ وَالمُدُودِ
٤) سَمَّيْتُهُ بِتُحْفَةِ الأَطْفَالِ
عَنْ شَيْخِنَا الْمِيهِي ذِي الْكَمَالِ
٥) أَرْجُو بِهِ أَنْ يَنْفَعَ الطُّلاَّبَا
وَالأَجْرَ وَالْقَبُولَ وَالثَّوَابَا
٦) لِلنُّونِ إِنْ تَسْكُنْ وَلِلتَّنْوِينِ
أَرْبَعُ أَحْكَامٍ فَخُذْ تَبْيِينِي
٧) فَالأَوَّلُ الإظْهَارُ قَبْلَ أَحْرُفِ
لِلْحَلْقِ سِتٍّ رُتِّبَتْ فَلْتَعْرِفِ
٨) هَمْزٌ فَهَاءٌ ثُمَّ عَيْنٌ حَاءُ
مُهْمَلَتَانِ ثُمَّ غَيْنٌ خَاءُ
٩) والثَّانِ إِدْغَامٌ بِسِتَّةٍ أَتَتْ
فِي يَرْمُلُونَ عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ
١٠) لَكِنَّهَا قِسْمَانِ قِسْمٌ يُدْغَمَا
فِيهِ بِغُنَّةٍ بِيَنْمُو عُلِمَا
١١) إِلَّا إِذَا كَانَا بِكِلْمَةٍ فَلا
تُدْغِمْ كَدُنْيَا ثُمَّ صِنْوَانٍ تَلا
١٢) وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ

(١) مثال ذلك : قول الناظم :" أربع أحكام "، " للحلق ستٌ "، فالأصل أن يقال :" أربعة أحكام"، " للحلق ستة "؛فللمحافظة على وزن البيت الذي يسري عليه الناظم : يخالف قوانين اللغة وغيرها؛ لأنه لو قال : أربعة أو ستة ؛ لانكسر البيت، وهذا ما بينته في هذا الضبط بفضل الله - عز وجل -.


الصفحة التالية
Icon