لذا قَدِمْتُ - في هذه الرسالة الصغيرة - علي ضبط هذين المتنين ضبطاً لغوياً وآخر عروضياً إنِ احتاج الأمر لذلك ؛ وذلك لأني رأيت كثيراً من إخواني مشتَّتاً في ضبط بعض الكلمات (١) ) فتراه مذبذباً في كثير من كلمات المتن المختلف فيها، فالبعض يقول : هل الصحيح "راجي رحمةِ "بجر التاء، أم "راجي رحمةَ " بنصب " التاء " ؟، ويقول : هل الصحيح :"ستٌّ" أم "ستٍّ" ؟، إلي غير ذلك من الكلمات التي تكون في نسخة بشكل، وفي أخري بشكل آخر ؛ سواء كانت هذه النسخة مطبوعة أم مسجلة صوتياً (٢).
واعلم - أخي الكريم - أني لم أضعِ الغث والسمين من الضبط ؛ بل إني ذكرت الصحيح مما تلقيناه عن مشايخنا الكرام، والموافق أيضاً لما في كتب أهل العلم الأثبات كالضباع - رحمه الله - وغيره، وبينت الأخطاء الشائعة والدارجة على كثير من ألسنة الطلبة.
وهذا ما اجتهدت فيه من ضبط هذين المتنين بفضل الله - عز وجل -، وكان عملي في هذا الضبط كالآتي :-
١- سردت المتن من أوله إلي آخره مضبوطاً كلمةً كلمةً حسب ما تلقيته وقرأت به علي مشايخي ؛ ليكون سهلاً علي الطالب عند الحفظ وعلي المدرسين عند التدريس.

(١) وقد ضبطت كثيرا ًمن الكلمات التي يخطئ فيها كثيرٌ من الإخوة، وشكلتها حرفاً حرفاً.
(٢) ومما زاد الأمر بلاء : ظهور بعض الناس الذين ليس لهم علاقة بالمتون ولا بالتجويد ؛ بل هم منشغلون بما يُسمَّي بـ " الأناشيد الإسلامية "، وقد ظهرت لهم أشرطة مسجلة وقعوا فيها في أخطاء جلية كبيرة في نطق الكلمات مثل :" بينمو " من قول الناظم " بينمو علما "، قالوا : بَيْنَمُو بفتح" الباء " ؛ فأصبحت للظرفية، وهي في الأصل معناها : من الزيادة والنمو، وقالوا :" بكفه " بدلاً من " بفكه " من قول ابن الجزري " إلا رياضة امرئ بفكه "، فقرأها " الكف " بدلاً من " الفك "، وغير ذلك الكثير، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


الصفحة التالية
Icon