أقول : نلفظ بها كما هي " ذي الكمال " ؛ ولكن على مرادها الحقيقي وهو : الكمال النسبي، وننبه الطلاب على هذه المسائل العقدية التي تركناها وراءنا ظهرياً (١)والتي ينبغي على كل مسلم أن يتعلم منها ما هو فرض عين عليه ؛ لأن العقيدة هي أشرف العلوم الشرعية على الإطلاق ولا يماري في ذلك إلا جاهل بربه سبحانه وتعالى ؛ ولأنك ستُسأل في قبرك من ربك وما دينك وما نبيك ؟، أسال الله - عزّوجل- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتقبل منا صالح أعمالنا، وأن يميتنا على العقيدة الصحيحة( (٢) آمين.
* * *
ضبط باب النون الساكنة والتنوين (٣)
قول الناظم - رحمه الله - :
( لِلنُّونِ إِنْ تَسْكُنْ وَلِلتَّنْوِينِ أَرْبَعُ أَحْكَامٍ فَخُذْ تَبْيِينِي )
الأصل أن يقال :" أربعة أحكام " بتأنيث العدد " أربعة " ؛ وذلك لأن العدد من" ثلاثة " إلى " تسعة " يخالف المعدود تذكيراً وتأنيثاً، فالعدد هنا :" أربعة "، والمعدود " أحكام "، فالأصل أن يؤنث العدد " أربع " لمخالفة المعدود ؛ ولكن حذفت " تاء التأنيث " من العدد " أربعة " لضرورة وزن البيت، وهذا جائز في العروض بحسب ما أُتيح للناظم.
قول الناظم - رحمه الله - :

(١) وهذا منتشر عند كثير من الناس الذين لا يهتمون بأصول دينهم ؛ فترى الواحد منهم يرى كلمات فيها من المدح والغلو المذموم في ترجمة شيخ من الشيوخ في منتدى ما ثم يقول : مَن شيوخ هذا الشيخ ؟، ومَن تلامذته الآن ؟، ولا يبالون بهذه الكلمات، ولا ينكرون منكراً، و سكوتهم على هذا إقرار منهم بهذا الشيء إذا كانوا على علم به، فنسأل الله السلامة.
(٢) قد بينت ما سبق بشيء من التفصيل ؛ لأنه أحدث بعض المشاكل عند بعض الطلبة - خاصة المبتدئين - في قول الناظم :" ذي الكمال ".
(٣) قيل : إن وضع هذه الأبواب من قِبل العلماء، وليس من قِبل المصنف، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon