في هذا البيت : جناس لفظي وخطي وهو: الجمع بين متشابهين في اللفظ والخط، والطباق بين معنيين متقابلين، ومعني ذلك : أن كلمة "بها " في الشطر الأول كتبت ونطقت مثل "بها" في الشطر الثاني ؛ إلا أنها في الشطر الأول معناها :"فيها" والمعني : من كل مقطوع وموصول في المصاحف ؛ لأن الباء في "بها " بمعني "في " كقوله تعالي :(وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل ) [الصافات١٣٧ : ١٣٨ ] ؛ أي : في" الليل"، وأما كلمة "بها " في الشطر الثاني فمعناها :"بهاء" التي هي " هاء التأنيث " وحذفت الهمزة للوزن، والمعني: وتاء أنثي لم تكن تكتب بهاء تأنيث ؛ لذا : ينبغي علي القارئ أن يفرق بينهما في الأداء الصوتي، والله أعلم.
* * *
ضبط باب مخارج الحروف (١)
قول الناظم - رحمه الله - :
( فَأَلِفُ الجَوْفِ وأُخْتَاهَا وَهِي....................
قوله "فألف الجوف" : وفي نسخة " للجوف ألف "، قال ملا علي القارئ - رحمه الله - : وهو غير متزن، أقول :"يتزن البيت إذا سكَّنا اللامَ من " ألْف "، كما فعلنا في التحفة في قول الناظم :" قبل ألف يلتزم "، والبيت يكون كالتالي:
( لِلْجَوْفِ أَلْفٌ وَأُخْتَاهَا وَهِي....................
فإذا قطَّعْنا البيت، يكون كالتالي :
لِلْجَوْفِ ألْ / فُنْ وَأُخْ / تَاهَا وَهي
٠// ٠/ ٠/ /٠ //٠ ٠// ٠/ ٠/
مستفعلن مستعل مستفعلن
فالتفعيلة الأولى، والأخيرة : كاملة لم يدخلها شيء، وأما الثانية ( فُنْ وَ أَ خْ )، فحذف منها الساكن الرابع وهو :" الفاء "، وهو ما يسمي بـ "الطيِّ "، وأيضا حذف ساكن الوتد المجموع وسكن ما قبله، وهو ما يسمي بـ "القطع ".
وفي الطيبة : فالجوف للهاوي وأختيه وهي
والمشهور عند أكثر الناس هو " فألف الجوف "، والله أعلم.