قوله "الجهر الذي" : الأصل أن يقال : فاحرص علي الشدة والجهر اللذين فيهما.. ولكن حذف ذلك لضرورة وزن المبني ؛ ولكي تناسب قوله في الشطر الأول "بذي".
قول الناظم - رحمه الله - :
( فِيهَا وَفِي الْجِيمِ كَـ : حُبِّ الصَّبْرِ رَبْوَةٍ اجْتُثَّتْ وَحَجِّ الْفَجْرِ )
قوله "حُبِّ الصَّبْرِ": بـ "الحاء "وليست بـ "الجيم " ؛ كقوله تعالي :" يحبونهم كحب الله" ( البقرة : ١٦٥ )، وهذا هو المشهور وفي كل النسخ كذلك، ولا أعلم شيئا عن قولهم : كجب الصبر : بالجيم كقوله تعالي "في غيابات الجب" (يوسف : ١٠) ؛ حيث إن تحقيق" صفتي الشدة والجهر" يعود علي "الباء والجيم "، ثم مثَّل الناظم للباب بـ " حب "، " الصبر "، "ربوة " ومثل للجيم بـ " اجتثت"، "حج "، "الفجر "والله أعلم.
قوله "ربوةٍ" : يجوز ضم تنوين " ربوة " وكسرها، وفي بعض النسخ بالنصب والجر دون التنوين " ربوةَ"، " ربوةِ" ؛ ولكنه قليل، والأشهر الكسر بالتنوين علي تقدير : وكباءِ ربوةٍ، عطفاً علي " كَحبِّ الصبرِ ".
قوله" حَجِّ " : بكسر" الجيم " وضمها ؛ فالضم يكون علي الحكاية " ولله علي الناس حَجُّ البيت " ( آل عمران : ٩٧ ) وبالكسر علي تقدير : وكباء " ربوة " وكـ " حج" ولا يصح جر " حج " علي الحكاية : إذ لم يعرف لفظ " حج" منكرا مجرورا في القران، إنما جاء معرفا سواء كان منصوبا أو مضموما كقوله تعالي :"وأتموا الحج والعمرة لله " (البقرة: ١٩٦) وكقوله تعالي :" الحج أشهر معلومات " (البقرة : ١٩٧) والله أعلم.
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَبَيِّنَنْ مُقَلْقَلاً إِنْ سَكَنَا وَإِنْ يَكُنْ فِي الْوَقْفِ كَانَ أَبْيَنَا )
قوله "وَبَيِّنَنْ" : بنون التوكيد المخففة
قوله "مُقَلقَلاً" : بفتح" القاف" الثانية وكسرها، والأظهر الفتح ؛ فبالفتح : يعود البيان علي حروف القلقلة نفسها، وبالكسر: يعود البيان علي القارئ الذي يقلقل حروف القلقة حال كونها ساكنة.