غيره أنه دخلها بعد الأربعين من بقى منهم، وذرية من مات منهم، ويعضد الوجه الأول كون الغالب في الاستعمال تقدم الفعل على الظرف الذي هو عدد لا تأخره عنه، يقال: سافر زيد أربعين يوما، وأقام أربعين يوما وما أشبه ذلك وقلما يقال على العكس.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا) ولم يقل قربانين،
والذى قرباه كان قربانين، لأن كل واحد منهما قرب قربانا؟
قلنا: أراد به الجنس فعبر عنه بلفظ الفرد كقوله تعالى: (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا)
الثانى: أن العرب تطلق الواحد وتريد الاثنين
وعليه جاء قوله تعالى: (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ).
وقال الشاعر (ضبائى بن الحارث البرجمى
فمن يك أمسى بالمدينة رحلة فإنى وقيار بها لغريب.
* * *
فإن قيل: كيف صلح قوله: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) جواباً لقوله: (لَأَقْتُلَنَّكَ) قلنا: لما (كان)
الحسد لأخيه على تقبل قربانه هو الذي حمله
على توعده بالقتل قال له ذلك كناية عن حقيقة الجواب تعريضاً معناه إنما أتيت من قبل نفسك لأنسلاخها من لباس التقوى لا من