يستحق النار؟
قلنا: لم يكن ندمه على قتله أخيه، بل على حمله على عنقه سنة أو على عدم اهتدائه إلى الدفن الذي تعلمه من الغراب، أو على فقد أخيه لا على المعصية، ولو سلمنا أن ندمه كان على قتل أخيه، ولكن يجوز أن الندم لم يكن توبة في شريعته بل في شريعتنا أو نقول
التوبة تؤثر في حقوق الله تعالى لا في حقوق العباد والدم من حقوق العباد، فلا تؤثر فيه التوبة.
* * *
فإن قيل: كيف يكون قتل الواحد كقتل الكل، واحياء الواحد كإحياء الكل، والدليل يأباه من وجهين:
أحدهما: أن الجناية كلما تعددت وكثرت كانت أقبح، فتناسب زيادة الإثم والعقوبة هذا هو مقتضى
العقل والحكمه، الثانى: أن المراد بهذا التشبيه إما أن يكون تساوى قتل الواحد والكل في الإثم والعقوبة أو تقاربهما، وأياً ما كان يلزم منه أنه إذا قتل الثانى أو الثالث وهلم جرا لا يكون عليه إثم آخر، ولا يستحق عقوبة أخرى لأنه أثم إثم قتل الكل واستحق عقوبة قتل الكل بمجرد قتل الأول أو الأول والثانى، لأن قتل الواحد إذا كان يساوى قتل الكل أو يقاربه، فقتل الاثنين يجعل عليه إثم قتل الكل وعقوبة قتل الكل، فكيف يزداد بعد ذلك بقتل الثالث والرابع وهلم جرا، ولو قتل الكل لما ازداد على إثم قتل الكل وعقوبه قتل الكل. ولا يجوز أن يستحق بقتل الواحد أو الاثنين إثم قتل الكل، وبقتل الكل إثم قتل الكل؟
قلنا: أقرب ما قيل فيه أن المراد أن من قتل نفساً واحدة بغير حق كان جميع الناس خصومه في الدنيا إن لم يكن له ولى، وفى الآخرة


الصفحة التالية
Icon