فإن قيل: كيف قال عيسى عليه الصلاة والسلام: (وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ) وكل ذى نفس فهو ذو جسم، لأن النفس عبارة عن
الجوهر القائم بذاته المتعلق بالجسم تعلق التدبير، والله تعالى منزه
عن الجسم؟
قلنا: النفس تطلق على معنيين أحدها هذا، والثانى حقيقة الشىء
وذاته كما يقال نفس الذهب والفضة محبوبة أي ذاتهما والمراد بها فى
الآية ثانياً هذا العنى.
* * *
فإن قيل: كيف قال عيسى عليه الصلاة والسلام:
(مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ | الآية) مع أنه قال لهم كثيراً من الكلام المباح غير الأمر بالتوحيد؟ |
* * *
فإن قيل: إذا كان عيسى لم يمت وإنما هو حى في السماء فكيف
قال: (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي) ؟
قلنا: أراد بالتوفي إتمام مدة اقامته بينهم في الأرض، وتمامه قد سبق
مرة في قوله تعالى: (قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ)
والسؤال إنما يتوجه على قول من قال إن السؤال والجواب وجد
يوم رفعه إلى السماء، وأما من قال: إن السؤال إنما يكون يوم القيامة