قتادة رضى الله عنه متكلمان صدقا يوم القيامة فنفع أحدهما صدقه
دون الآخر، أحدهما إبليس قال: (إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ... الآية) فصدق يومئذ ولم ينفعه صدقه.
لأنه كان كاذبا قبل ذلك، والآخر عيسى عليه الصلاة والسلام كان
صادقا في الدنيا والآخرة فنغمه صدقه.
* * *
فإن قيل: في السموات والأرض العقلاء وغيرهم، فهلا غلب العقلاء
فقال الله تعالى: (لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) ؟
قلنا: لأن كلمة (ما) تتناول الأجناس كلها تناولا عاماً بأصل الوضع.
و (من) لا تتناول غير العقلاء بأصل الوضع، فكان استعمال (ما) فى
هذا الموضع أولى.