وقيل: إن حلفهم كاذبين يكون قبل شهادة جوارحهم
عليهم (وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا) يكون بعد شهادتها عليهم.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ)
وهو خير لغير المتقين أيضاً كالأطفال والمجانين؟
قلنا: إنما خصهم بالذكر لأنهم الأصل فيها من حيث إن درجتهم أعلى وغيرهم تبع لهم.
* * *
فإن قيل: كيف قال لمحمد عليه الصلاه والسلام: (فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ)
فخاطبه بأفحش الخطابين وقال لنوح عليه الصلاة والسلام: (إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)
فخاطبه بألين الخطابين، مع أن محمدا ﷺ أعظم رتبة وأعلى منزلة؟
قلنا: لأن نوحاً عليه الصلاة والسلام كان معذورا في جهله، لأنه تمسك بوعد الله تعالى في إنجاء أهله، وظن أن ابنه من أهله، ومحمد ﷺ ما كان معذوراً لأنه كبر عليه كفرهم مع علمه أن كفرهم وايمانهم بمشيئة الله تعالى، وأنهم لا يهتدون إلا أن يهديهم الله.
* * *
فإن قيل: إذا بعث الله تعالى الموتى من قبورهم فقد رجعوا إليه