وفى القران تحريم أكل الربا ومال اليتيم ومال
الغير بالباطل وغير ذلك؟
قلنا: (يعنى كان) محرماً مما كانوا يحرمونه في الجاهلية.
وقيل: مما كانوا يستحلونه فيها.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ) والموضوع موضوع العقوبة، فكان يحسن أن يقال فيه ذو عقوبة شديدة أو عظيمة ونحو ذلك؟
قلنا: إنما قال ذلك نفياً للاغترار بعسة رحمته في الاجتراء على معصيته، وذلك أبلغ في التهديد، معناه لا تغتروا بسعة رحمته فإنه (مع) ذلك لا يرد عذابه عنكم.
وقيل: معناه فقل ربكم ذو رحمة واسعة للمطيعين ولا يرد عذابه عن العاصين.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ)
ثم فسره بعشرة أحكام خمسة منها واجبة والتلاوة
وصف للفظ لا للمعنى كيلا يقال أضدادها محرمة؟
قلنا: قوله: (تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ)
لا ينفى تلاوة غيره فقد تلا ما حرم وتلا غيره أيضاً، الثانى إن فيه إضمار تقديره: اتل ما حرم ربكم عليكم وأوجب.


الصفحة التالية
Icon