قلنا: لو قال: "وإلهكم واحد" لكان ظاهره إخبار عن كونه واحداً في الألهية، يعنى لا إله غيره، ولم يكن اخباراً عن توحده في ذاته، بخلاف ما إذا كرر ذكر الألهة، والآية إنما سيقت لإثبات أحديته في ذاته ونفى ما يقوله النصارى إنه واحد والأقانيم ثلاثة
أى الأصول أن زيداً واحداً وأعضاؤه متعددة فلما قال: "إله واحد".
دل على أحدية الذت والصفة، ولقائل أن يقول قوله واحد يحتمل الأحدية في الذات، ويحتمل الأحدية في الصفة سواء كرر ذكر لا إله أو لم يكرر فلا يتم الجواب.
* * *
فإن قيل: كيف وجه صحة التشبيه في قوله تعالى: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ). وظاهره تشبيه الكفار بالراعى؟
قلنا: فيه إضمار تقديره ومثلك يا محمد مع الكفار كمثل الراعى مع الأنعام، أو تقديره ومثل الذين كفروا كمثل بهائم الراعى أو مثل واعظ الذين كفروا كمثل الراعى أو ومثل الذين كفروا في دعائهم الأصنام كمثل الراعى.
* * *
فإن قيل: كيف يخص المنعوق به بأنه لا يسمع إلا دعاء ونداء مع أن كل عاقل كذلك أيضاً لا يسمع إلا دعاء ونداء؟
قلنا: المراد بقوله: "لا يسمع " لا يفهم أساء سمعاً فأساء اجابة أي أساء فهماً.