جبريل وحده.
* * *
فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: (ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ) وقول كل أحد إنما يكون بفمه؟
قلنا: معناه أنه قول لا يعضده حجة وبرهان، إنما هو مجرد لفظ لا أصل له، وقيل: ذكر ذلك للمبالغة في الرد عليهم، والإنكار لقولهم.
كما يقول الرجل لغيره: أنت قلت لي ذلك بلسانك.
* * *
فإن قيل: دين الحق هو من جملة الهدى فما فائدة عطفه على الهدى في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ) ؟
قلنا: المراد بالهدى هنا القرآن، وبدين الحق الإسلام، وهما متغايران.
الثانى: أنه وإن كان داخلا في جملة الهدى، ولكنه خصه بالذكر تشريفا له وتفضيلا كما في قوله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى) وقوله تعالى:
(وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ).
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ولم يقل على الأديان كلها مع أنه أظهره على الأديان كلها؟
قلنا: المراد بالدين هنا اسم الجنس واسم الجنس المعرف باللام يفيد معنى الجمع، كما في قولهم: كثر الدرهم في أيدى الناس.