قلنا: للتنبيه على ترجيح استحقاق المصرفين الآخرين على الرقاب والغارمين من جهة أن إعادة العامل تدل على مزيد قوة وتأكيد كقولك: مررت بزيد وعمرو.
* * *
فإن قيل: لم عدى فعل الإيمان إلى الله تعالى بالباء، وإلى المؤمنين باللام في قوله تعالى: (يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) ؟
قلنا: لأنه قصد التصديق بالله الذي هو ضد الكفر به، فعداه بالباء كما يعدى ضده بها، وقصد التسليم والانقياد للمؤمنين فيما يخبرون به لكونهم صادقين عنده، فعداه بما يعدى به التسليم والانقياد، ويعضده قوله تعالى: (وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ)
وقوله تعالى: (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ) وقوله تعالى: (فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ) وقوله تعالى: (أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) وأما قوله تعالى: (آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ)
مشترك الدلالة، لأنه قال في موضع آخر: (آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ) وقال ابن قتيبة في الجواب عن أصل السؤال إن الباء واللام زائدتان، والمراد بالإيمان التصديق فمعناه يصدق الله ويصدق المؤمنين.