فإن قيل: كيف قال: (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) شرط الإيمان فيه كون البقية خيرا لهم (وهى خير لهم) مطلقا لأن المراد ببقية الله لهم ما يبقى لهم من الحلال بعد إيفاء الكيل والوزن، وذلك خير لهم وإن كانوا كفار لأنهم يسلمون معه من عقاب البخس والتطفيف؟
قلنا: إنما شرط الإيمان في خيرية البقية، لأن خيريتها وفائدتها مع الإيمان أظهر، وهو حصول الثواب مع النجاة من العقاب، ومع فقد الإيمان أخفى الانغماس صاحبها في عذاب الكفر الذي هو أشد
العذاب، الثانى: أن المراد إن كنتم مصدقين إلى فيما أقول لكم وأنصح.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) ولم يقل ببعيدين، والقوم اسم لجماعة الرجال، وما جاء في القرآن الضمير العائد إليه إلا ضمير جماعة، قال الله تعالى: (أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ) وقال: (لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ) ؟
قلنا: فيه إضمار تقديره: وما اهلاك قوم لوط، أو وما مكان قوم لوط، ومكان قوم لوط كان قريبا منهم، واهلاكهم أيضا كان قريبا من ذمانهم، الثانى: أن فعيلا يستوى فيه الواحد والاثنان والجمع، قال