قلنا: المراد بالآية الأولى إماتة العقوبة مع بقاء الأجل، وبالآية الثانية الإماتة بانتهاء الأجل، ونظيره قوله تعالى في قصة موسى عليه الصلاة والسلام: (ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ).
لأنها كانت إماتة عقوبة، أو كان احياءهم آية لنبيهم على ما عرف في قصتهم، فصار كإحياء العزير حين مر على القرية، وآيات الأنبياء نوادر مستثناة فكان المراد بالآية الثانية الموتة التى ليست بسبب آية لنبى من الأنبياء، وإحياء قوم موسى آية له أيضاً فكان هذا جواباً عاماً، مع أن في أصل السؤال نظراً لأن الضمير في قوله: " لا يذوقون " للمتقين.
وفى قوله "فيها" للجنات على ما يأتى بيانه في سورة الدخان إن شاء الله تعال على وجه يندفع به السؤال من أصله.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ).
والله تعالى لا يؤتى ملكه أحداً؟
قلنا: المراد بهذا الملك السلطنة والرياسة التى أنكروا أعطاها لطالوت، وليس المراد أنه يوتى كل ملكه لأحد.
لأن سياق الآية يمنعه.
* * *
فإن قيل: كيف قال في الماء (ومن لم يطعمه) ولم يقل ومن لم يشربه والماء مشروب لا مأكول؟
قلنا: طعم بمعنى أكل وبمعنى ذاق، والذوق هو المراد هنا وهو يعم.