قيام الساعة فلا يوجد إلا قريباً من قيامها، ولأنه وأتباعه كانوا عالمين أن طلوعها من المشرق سابق على وجوده فلو ادعاه لكذبوه.
* * *
فإن قيل: كيف قال عزير منكراً مستبعداً:
(أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا). وهو نبي والنبى لا يخفى عليه قدرة الله تعالى على إحياء قرية خربة وإعادة أهلها إليها؟
قلنا: ما قاله منكرا مستبعداً لعظيم قدرة الله، بل متعجباً من عظيم قدرته تعالى. أو طالباً لرؤية كيفية الاعادة، لأن أتى بمعنى كيف أيضاً، وقد نقل عن مجاهد أن المار على القرية القائل ذلك كان
رجلا كافراً شاكاً في البعث، وإن كان الأول هو المشهور.
* * *
فإن قيل: كيف قال الله تعالى لإبراهيم عليه الصلاة والسلام: (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ). وقد علم أنه أثبت الناس إيماناً؟
قلنا: لنجيب بما أجاب به، فتحصل به الفائدة الجليلة للسامعين من طلبه لإحياء الموتى.
* * *
فإن قيل: كيف يجوز أن يكون النبى غير مطمئن القلب بقدرة الله تعالى على إحياء الموتى، حتى قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام: (وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) ؟
قلنا: ليطمئن قلبى بعلم ذلك عياناً كما أطمئن به برهاناً، أو ليطمئن بأنك اتخذتنى خليلا، أو بأنى مستجاب الدعوة، ولقائل أن يقول
على الوجه الأول كيف يزداد يقيناً بالمشاهدة، وقد روى عن على رضى الله عنه أنه قال: لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً وإبراهيم