آخر سووة التوبة، وقال الزجاج: دخول هذه الواو وخروجها سواء في صفة النكرة، فجاء القرآن بهما، وقال غيره: الواو مرادة في الجملتين الأوليين، وإنما حذفت فيهما تخفيفاً، وأتى بها في الجملة
الثالثة دلالة على إرادتها فيهما، ويرد على هذا القول أنه لو كان كذلك لكانت مذكورة في الجملة الأولى محذوفة في الجملة الثانية والثالثة، ليدل ذكرها أولا على حذفها بعد ذلك، كما سبق في سين الاستقبال، وقال الزمخشري وغيره: هى الواو التى تدخل على الجملة الواقعة صفة النكرة، كما تدخل على الصفة الواقعة حالا من المعرفة، تقول: جاءنى رجل ومعه آخر، ومررت بزيد وفى يده
سيف، ومنه قوله تعالى: (وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ) وفائدتها توكيد لصوق الصفة بالموصوف، والدلالة على أن اتصافه بها أمر ثابت مستقر، وهذه الواو هى التى أذنت، فإن الذين قالوا سبعة وثامنهم كلبهم قالوه عن ثبات علم وطمأنينة نفس ولم يرجموا بالظن، كما رجم غيرهم، والدليل عليه أن الله تعالى أتبع القولين الأولين قوله: (رَجْمًا بِالْغَيْبِ) وأتبع القول الثالث
قوله: (مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ) وقال ابن عباس رضى الله عنه: وقعت الواو لقطع العدد، أي لم يبق بعدها عدد عاد يلتفت إليه.
ويثبت أنهم سبعة وثامنهم كلبهم على القطع والثبات، وقال الثعلبى: هذه واو الحكم والتحقيق، وكأن الله تعالى حكى اختلافهم فتم الكلام