فإن قيل: كيف قال تعالى: (حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا) بغير فاء، و (حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ) بالفاء؟
قلنا: جعل خرفها جزاءاً للشرط فلم يحتج إلى الفاء كقولك: إذا ركب زيد الفرس عقره، وجعل قتل الغلام من جملة الشرط فعطفه عليه بالفاء والجزاء، قال: "أقتلت " كقولك: ركب زيد الفرس فعقره، قال له صاحبه: أعقرته؟
* * *
فإن قيل: كيف خولف بين القصتين؟
قلنا: لأن خرق السفينة لم يتعقب الركوب، وقتل الغلام تعقب لقاءه.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى في قصة الغلام: (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا) وفى قصة السفينة: (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْراً) ؟
قلنا: قيل: إمراً معناه منكراً فعلى هذا لا فرق في المعنى، لأن النكر والمنكر بمعنى واحد، وقيل: الإمر العجب أو الداهية وخرق السفينة كان أعظم من قتل نفس واحدة، لأن في الأول هلاك كثيرين، وقيل: النكر أعظم من الإمر فمعناه جئت شيئاً أنكر من الأول، لأن ذلك كان يمكن تداركه بالسد، وهذا لا يمكن تداركه.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى في قصة السفينة: (أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ).


الصفحة التالية
Icon