اذكر فلاناً في الكتاب، والنبى عليه الصلاة والسلام ما كان بسبيل الزيادة أو النقصان في الكتاب ليوصى بمثل ذلك؟
قلنا: هذا على طريق التأكيد في الأمر بالابلاغ، كتأكيد الملك على رسوله بإعادة بعض فصول الرسالة وتخصيصها بالأمر بالابلاغ.
* * *
فإن قيل: الاستغفار للكافرين لا يجوز، فكيف وعد إبواهيم عليه الصلاة والسلام أباه بالاستغفار له بقرله: (سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي) ؟
قلنا: معناه سأسأل الله لك توبة بها مغفرة، يعنى الإسلام والاستغفار والاستسلام والاستغفار للكافر بهذا الطريق جائز وهو أن يقال اللهم وفقه للاسلام، أو اللهم تب عليه، وأهده وارشده وما أشبه ذلك، الثانى، أنه وعده ذلك بناء على أنه يسلم فيستغفر له بعد الإسلام، الثالث: أنه وعده ذلك قبل تحريم الاستغفار للكافر، فإن تحريم ذلك قضية شرعية إنما تعرف بالسمع لا عقلية، فإن العقل لا يمنع من ذلك.
* * *
فإن قيل: الطور وهو الجبل ليس له يمين ولا شمال، فكيف قوله تعالى: (مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ) ؟
قلنا: خاطب الله تعالى العرب بما هو معروف في استعمالهم، فإنهم يقولون عن يمين القبلة وشمالها، يعنون ما يلى يمين المستقبل لها وشماله، لأن القبلة لا يدلها ليكون لها يمين وشمال، وفى هذا اتساع منهم في الكلام لعدم اللبس، فالمراد بالأيمن هنا ما عن يمين موسى عليه الصلاة والسلام من الطور لأن النداء جاء من قبل يمينه، هذا إن