يتوقف تأثيرها على الإيمان والاخلاص سبعين سنه، ولا على أن يكون الاتيان بها في بيت الله أو في زمان معين، وقيل: المراد به أن كل ما يقع فيه الإنسان من الذنوب والمعاصي يجد له مخرجا في الشرع بتوبة، أو بكفارة أو رخصة، وقيل: المراد به فتح باب التوبة للمذنبين وفتح أبواب الرخص للمعذورين وشرع الكفارات والأروش والديات، وقيل: المراد به نفى الحرج الذي كان على بني اسرآئيل من الإصر والتشدد.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) وإبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يكن أبا للأمه كلها؟
قلنا هو أبو رسول الله ﷺ فكان أبا لأمته، لأن أمه الرسول بمنزله أولاده من جهه العطف والشفقه هذا إن كان الخطاب لعامه المسلمين وإن كان للعرب خاصه فإبراهيم أبو العرب قاطبه.
* * *
فإن قيل: متى سمانا إبراهيم عليه الصلاه والسلام المسلمين من قبل حتى قال الله تعالى: (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) ؟
قلنا: وقت دعائه عند بناء الكعبه حيث قال: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) فكل من أسلم من هذه الأمه فهو ببركه إبراهيم عليه الصلاه والسلام، وهذا السؤال سئلت عنه في المنام، واجبت عنه بهذا الجواب في المنام الهاماً من الله سبحانه وتعالى.


الصفحة التالية
Icon