فى البدن كالمصباح وهو الضوء أو الفتيله وهى في الزجاجه والزجاجه في الكوه التى لا منفذ لها، وهذا التمثيل لا يستقيم إلا في ذكر، الثانى، أن نور المعرفه له آلات يتوقف على اجتماعها كالذهن والفهم والعقل واليقظه وانشراح القلب وغير ذلك من الخصال الحميده، كما أن نور القنديل يتوقف على اجتماع القنديل والزيت والفتيل وغير ذلك، الثالث: أن نور الشمس يشرق متوجها إلى العالم السفلي لا إلى العالم العلوي، ونور المعرفه يشرق متوجها إلى العالم العلوي كنور المصباح، الرابع: أن نور الشمس لا يشرق إلا بالنهار ونور المعرفه يشرق بالليل والنهار كنور المصباح، الخامس: أن نور الشمس يعم جميع الخلائق ونور المعرفه، لا يصل إليه إلا بعضهم كنور المصباح الموصوف.
* * *
فإن قيل: هب أنه تعالى لم يمثله بنور الشمس لما ذكرتم فكيف لم يمثله بنور الشمع، مع أنه أتم وأكمل وأشرق من نور المصباح؟
قلنا: إنما لم يمثله تعالى بنور الشمع لأنه في الشمع غثاً لا محاله بخلاف الزيت الموصوف، فلو مثله تعالى بنور الشمع لتطاول المنافق المغشوش إلى استحقاق نصيب في المعرفه، الثاني: أنه تعالى لم يمثله بنور الشمع لأنه مخصوص بالأغنياء، بخلاف نور المعرفه فإنه في الفقراء أغلب.
* * *
فإن قيل: التجارة تشمل الشراء والبيع، فما فائده عطف البيع عليها.