إحضار عرش بلقيس في طرفة عين؟
قلنا: يجوز أن يخص غير الرسول بكرامة لا يشاركه فيها رسول.
كما خصت مريم بأنها كانت ترزق من فاكهة الجنة، وزكريا لم يرزق منها، وكما أن سليمان عليه السلام خرج مع قومه يستسقون فرأى
نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلي السماء تستسقى فقال لقومه: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم، ولم يلزم من ذلك فضلها
على سليمان عليه السلام، وقد نقل أن النبى ﷺ كان إذا أراد الخروج إلى الغزوات قال لفقراء المهاجرين والأنصار أدعوا لنا بالنصرة، فإن الله تعالى ينصرنا بدعائكم، ولم يكونوا أفضل منه
عليه السلام مع أن كرامة التبع من جملة كرامات المتبوع، من وجه آخر قالوا: والعلم الذي كان عنده هو اسم الله الأعظم فدعا به فأجيب في الحال، ثم قيل هو يا حى، يا قيوم، وقيل: يا ذا الجلال والاكرام. وقيل: يا الله يا رحمن، وقيل: يا إلهنا وأله كل شيء إلهاً واحداً لا إله إلا أنت، فمن أخلص النية، ودعا بهذه الكلمات كلها مع إجتماع شرائط الدعاء المعروفة، فإنه يجاب لا محالة.
* * *
فإن قيل: كيف قالت: (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
وهى إنما أسلمت بعده، على يده لا معه، لأنه كان مسلماً قبلها؟
قلنا: إنما عدلت عن تلك العبارة إلى هذه لأنها كانت ملكة، فلم تر أن تذكر عبارة تدل على أنها صارت مولاة له بإسلامها على سده وإن كان الواقع كذلك.
* * *
فإن قيل: كيف يكونون صادقين وقد جحدوا ما فعلوا، فأتوا بالخبر على خلاف المخبر عنه؟