قلنا: أما تضعيف العقوبة فلأنهن يشاهدن من الزواجر الرادعة عن الذنوب ما لا يشاهد غيرهن، الثانى: أن في معصيتهن أذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذنب من اذى الرسول ﷺ أعظم من ذنب غيره، والمراد بالفاحشة النشوز، وسوء الخلق، كذا قاله ابن عباس رضى الله عنه، وأما تضعيف المثوبة فلأنهن أشرف
من سائر النساء بقربهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت الطاعة منهن أشرف كما كانت المعصية منهن أقبح ونظير ذلك
الوزير والبواب في طاعتهما للملك ومعصيتهما.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ) ولم يقل كواحدة من النساء؟
قلنا: قد سبق نظير هذا مرة في آخر سورة البقرة في قوله تعالى: (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ).
* * *
فإن قيل: كيف أمر الله تعالى نساء النبى عليه السلام بالزكاة في قوله تعالى: (وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ) ولم يملكن نصاباً حولا كاملا؟
قلنا: المراد بالزكاة هنا الصدقة النافلة، والأمر أمر ندب.
* * *
فإن قيل: ما الفرق بين المسلم والمؤمن حتى عطف أحدهما على الآخر في قوله تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) ؟


الصفحة التالية
Icon