الله كل ذنب: فالحاصل أن الذنب المتأخر (عن نزولها) متقدم على نزول الآية، وإن كان متأخراً بالنسبة إلى شيء آخر قبله أو متأخراً عن نزولها وهو موعود بمغفرته، أو على طريق المبالغة كما بينا.
* * *
فإن قيل: ما معنى قوله: (وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) وهو مهدى إلى الصراط المستقيم، ومهدى به أمته أيضاً؟
قلنا: معناه وبزيدك هدى، وقيل: وبثبتك على الهدى، وقيل: معناه ويهديك سراطاً مستقيماً في كل (أمر) تحاوله.
* * *
فإن قيل: كيف يقال أن الإيمان لا يقبل الزيادة والنقصان وقد قال الله تعالى: (لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ) ؟
قلنا: الإيمان الذي يقال أنه لا يقبل الزيادة والنقصان هو الإقرار بوجود الله تعالى، كما أن إلهيته لا تقبل الزيادة والنقصان، فأما الإيمان بمعنى الأمن أو اليقين أو التصديق فإنه يقبلهما، وهو فى
الآية بمعنى التصديق لأنهم بسبب السكينة التى هى الطمأنينة وبرد اليقين كلما نزلت فريضة وشريعة صدقوا بها فازدادوا تصديقاً مع تصديقهم.


الصفحة التالية
Icon