قلنا: فيه وجوه: أحدها: ما قاله ابن عباس رضى الله عنهما أنها منسوخة بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) معناه أنه أدخل الأبناء الجنة بصلاح الأباء، قالوا وهذا لا يصح لأن الآيتين خبر ولا نسخ في الخبر، الثانى: أن ذلك مخصوص بقوم إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام، وهو حكاية ما في صحفهم، فأما هذه الأمة فلها ما سعت وما سعى لها، الثالث:
أنه على ظاهره، ولكن دعاء ولده وصديقه وقراءتهما وصدقتهما عنه من سعيه أيضاً بوسطة اكتسابه للقرابة أو الصداقة أو المحبة من الناس بسبب التقوى والعمل الصالح.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى بعد تعديد النقم: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى) والآلاء النعم؟
قلنا: إنما قال سبحانه بعد تعديد النعم والنقم نعم لما فيها من المزاجر والمواعظ، فمعناه: فبأى نعم ربك الدالة على وحدانيته تشك
يا وليد بن المغيرة.


الصفحة التالية
Icon