لا يعلم، والله تعالى لا يخفى عليه شيء فكيف قال:
(يخادعون الله).
قلنا: معناه يخادعون رسول الله كقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ).
وقوله: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ).
أو سمى نفاقهم خداعاً لشبهه بفعل المخادع.
* * *
فإن قيل: كيف حصر الفساد في المنافقين بقوله: (أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ) ومعلوم أن غيرهم مفسد؟
قلنا: المراد بالفساد الفساد بالنفاق وهم كانوا مخصوصين به.
* * *
فإن قيل: كيف قال الله: (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) والاستهزاء من باب العبث والسخرية وهو قبيح والله تعالى منزه عن القبيح؟
قلنا: سمى جزاء الاستهزاء استهزاء كقوله: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا).
فالمعنى الله يجازيهم جزاء استهزائهم.
* * *
فإن قيل: ما الفائدة في قوله:
(أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ)
ومعلوم أن الصيب لا يكون إلا من السماء؟
قلنا: فائدته أنه ذكر السماء معرفة وأضافه إليها ليدل على أنه من