فإن قيل: كيف قال: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ).
والنبى ﷺ يقول: العجلة من الشيطان والتأنى من الرحمن؟
قلنا: قد استثنى النبى عليه الصلاة والسلام خسمة مواضع فقال: إلا في التوبة من الذنب، وقضاء الدين الحال، وتزويج البكر البالغة.
ودفن الميت، وإكرام الضيف إذا نزل، والمسارعة المأمور بها في الآية هى المسارعة إلى التوبة وما في معناها من أسباب المغفرة.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ). عطفه عليهم بكلمة أو فعل الفاحشة داخل في ظلم النفس وهو (من) أبلغ أنواع ظلم النفس؟
قلنا: أريد بالفاحشة نوع من أنواع ظلم النفس، وهو الزنا أو كل كبيرة فخص بهذا الإثم تنبيهاً على زيادة قبحه، وأريد بظلم النفس ما وراء ذلك من الذنوب.
* * *
فإن قيل: كيف قال هنا: (وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ).
وقال في موضع آخر: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ).
قلنا: معناه ومن يستر الذنوب من جميع الوجوه إلا الله، ومثل هذا الغفران لا يوجد إلا من الله تعالى.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ) وهنا اقتصر على