وتأخير تقديره "إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً الآية). إلا ما قد سلف.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً). بلفظ الماضي مع أن نكاح منكوحة الأب فاحشة في الحال وفى المستقبل إلى يوم القيامة؟
قلنا: (كان) تارة تستعمل للماضى المنقطع كقولك: كان زيد غنياً، وكان الخزف طيناً، وتارة تستعمل للماضي المستمر المتصل ويقال للحال
(كقول أبى جندب الهذلى) :
وكنت إذا جارى دعا لمضوفة أشمر حتى ينصف الساق ميزرى.
أى وإنى الآن، لأنه إنما يمتدح بصفة ثابتة له في الحال لا بصفة زائلة ذاهبة، والمضوفة بالفاء الأمر الذي يشفق منه، والقاف تصحيف، ومنه قوله تعالى: (وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا). (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا).
وما أشبه ذلك وما نحن فيه من هذا القبيل، وسيأتى تمام الكلام في كان بعد هذا إن شاء الله تعالى في قوله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا).
* * *
فإن قيل: كيف قال: (وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ).
قيد التحريم بكون الربيبة في حجر زوج أمها، والحرمة ثابتة مطلقاً


الصفحة التالية
Icon