(فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا).
* * *
فإن قيل: كيف قال: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ)
والإرادة إنما تقرن بأن، يقال: أريد أن تفعل وقال الله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) ؟
قلنا: قد ورد في الكتاب العزيز اللام بمعنى (أن) كثيراً، قال الله تعالى: (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ).
وقال: (وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ).
وقال: (يُرِيدُونَ ليُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ).
وقل في موضع آخر: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا).
كذلك هذا.
* * *
فإن قيل: كيف خص التجارة بالذكر في قوله تعال:
(إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ).
مع أن الهبة والصدقة والوصية والضيافة وغيرها تقتضى الحل أيضاً كالتجارة؟
قلنا: إنما خصها بالذكر لأن معظم تصرف الخلق في الأموال إنما هو بالتجارة، أو لأن أسباب الرزق أكثرها متعلقة بها.
* * *
فإن قيل: قوله تعالى: (لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ)
قالوا معناه أنهم يتمنون يوم القيامة أن يجعلوا تراباً كما جاء في آخر سورة النبأ