ورد عليهم ذلك بقوله: (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ). ثم قال بعد ذلك: (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ).
أخبره بعين قولهم المردود عليهم؟
قلنا: قيل إن الثانى حكاية قولهم أيضاً وفيه إضمار تقديره:

"فما لهؤلآء القوم لا يكادون يفقهون حديثا " فيقولون " ما أصابك الآية " وقيل معناه ما أصابك أيها الإنسان من حسنة أي رجاء ونعمة
فمن فضل الله، وما أصابك من سيئة أي (قحط) وشدة فبشؤم
فعلك ومصيبتك لا بشؤم محمد كما زعم المشركون ويؤيده قوله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ).
* * *
فإن قيل: كيف يقال إن الشر والمعصية بإرادة الله تعالى والله
تعالى يقول: (وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) ؟
قلنا: ليس المراد بالحسنة والسيئة الطاعة والمعصية بل القحط والرخاء والنصر والهزيمة على ما أختلف فيه العلماء الاترا أنه قال: (ما أصابك) ولم يقل: ما عملت من حسنة وما عملت من سيئة.
* * *
فإن قيل: قوله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا).


الصفحة التالية
Icon