فإن قيل: كيف قال: (لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ). وطعامهم كان المنّ والسلوى وهما طعامان؟
قلنا: المراد أنه دائم غير متبدل، وإن كان نوعين.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ).
وقتل النبيين لا يكون إلا بغير الحق؟
قلنا: معناه بغير الحق في اعتقادهم، ولأن التصريح بصفة فعلهم القبيح أبلغ في ذمهم، وأن كانت تلك الصفة لازمة للفعل كما في عكسه.
قال: (رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ). لزيادة معنى في التصريح
بالصفة، ولأن قتل النبى قد يكون بحق كقتل ابراهيم عليه الصلاة والسلام ولده لو وجد كان بحق.
* * *
فإن قيل، كيف قال: (فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ).
وانتقالهم من صور البشر إلى صور القردة ليس في وسعهم؟
قلنا: هذا أمر إيجاد لا أمر إيجاب، فهو من قوله
تعالى: (كن فيكون)
فإذا قيل كيف قال: (عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ). ولفظة (بين) تقتضى شيئين فصاعدا، فكيف جاز دخولها على ذلك وهو مفرد؟
قلنا: يشار به إلى المفرد والمثنى والمجموع، ومنه قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا).