ومن حذف المضاف قوله تعالى :" سيجزيهم وصفهم " أي : جزاء قولهم لقوله :" قالوا هذه أنعام وحرث حجر " والوصف القول فحذف المضاف كقوله تعالى :" فيها متاع لكم " أي : في دخولها استمتاع لكم.
ألا ترى أنه قيل : أراد به البنادق.
ومثله :" وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ".
أي : ليس عليكم جناح العمل وإثمه دون الخطأ.
ومثله :" رب نجني وأهلي مما يعملون " تقديره تقدير حذف المضاف أي : من عقوبة ما يعملون أو جزاء ما يعملون.
ألا ترى أن الأنبياء تعتزل عن المعاقبين في المحل إذا عوقبوا على هذا " وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون " وقوله تعالى :" فأسر بأهلك " ونحو ذلك.
ويجوز أن يكون التقدير : من ومثله :" إنما تقضي هذه الحياة الدنيا " أي : أمور هذه الحياة الدنيا وإنما تقضى بوقت هذه الحياة الدنيا فعلى الأول مفعول وعلى الثاني ظرف.
وكقوله تعالى :" بجذع النخلة " أي : بهز جذع النخلة.
وقيل : الباء زيادة.
وقيل : وهزى إليك رطباً بجذع النخلة.
وكقوله تعالى :" لا تقربوا الصلاة " أي : مواضع الصلاة.
ألا ترى أنه إنما يعبر موضع الصلاة وموضع الصلاة هو المسجد لأن سائر المواضع عبوره قد وقع الاتفاق على إباحته.
ومن ذلك قوله تعالى :" اليوم يئس الذين كفروا من دينكم " أي : من توهين دينكم.
ومثله قوله تعالى :" لقد كان لسبأ في مسكنهم " أي : في مواضع سكناهم فحذف المضاف والمسكن : السكنى.
وقال :" في مقعد صدق " أي : في مواضع قعود صدق فلا يكون من باب قوله : في حلقكم عظم وقد شجينا وأما جلدها فصليب لأن ذلك في الشعر.
كذا ذكره سيبويه وأبو علي وقد وجدنا خلاف ذلك في التنزيل.
ومن ذلك قوله تعالى :" قل ما يعبأ بكم " أي : بعذابكم أي : لا وزن لعذابكم عنده لولا دعاؤكم الآلهة الذين أشركتموها في عبادته.
والمفعول الذي هو مفعول المصدر محذوف وكل واحد من الفاعل والمفعول قد يحذف مع المصدر.


الصفحة التالية
Icon