هكذا قال أبو علي على الموصول إلا أن تجعله من باب قوله :" وكانوا فيه من الزاهدين " " وأنا على ذلكم من الشاهدين " و " إني لكما لمن الناصحين ".
ومثله :" إن المتقين في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون " تقديره : إن المتقين في ظلال وشرب عيون أي شرب ماء عيون وأكل فواكه.
يدل على ذلك قوله تعالى :" كلوا واشربوا هنيئاً " وقوله :" إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً.
عيناً " أي : يشربون من كأس ماء عين فحذف الماء كما حذف في الأولى فحذف الماء للعلم بأن الماء من العين ماؤها لا نفسها.
ومثله :" لولا يأتون عليهم بسلطان بين " أي : على دعواهم بأنها آلهتهم كقوله تعالى :" ولهم علي ذنب " أي : دعوى ذنب.
ومن حذف المضاف قوله تعالى :" وازدادوا تسعا " أي : لبث تسع.
ف " تِسْعاً " منصوب لأنه مفعول به والمضاف معه مقدر.
ومثله :" جامع الناس ليوم " أي : لجزاء يوم لا ريب فيه.
ومثله :" فليس من الله في شئ " فحذف.
ومثله :" ويحذركم الله نفسه " أي : عذاب نفسه.
ومثله :" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " أي : تحبون دين الله فاتبعوا ديني يحبب الله قال أبو علي : في قوله تعالى :" فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله " أي : من ترك ذكر الله.
ألا ترى أن القلوب إنما تقسو من ترك الذكر لا من الذكر كما قال الله تعالى :" تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله " و " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ".
وقد يمكن أن تكون الآية على ظاهرها فتكون القسوة تحدث عن ذكر الله وذلك ممن يستكبر ولا ينقاد ولا يخضع ولا يعترف.
وقريب من هذا قوله تعالى :" وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة " وهؤلاء الذين تشمئز قلوبهم عن ذكر الله يجوز أن تقسو من ذكره فيكون المعنى بالآية هؤلاء.
ومن حذف المضاف قوله تعالى :" ومن قتل مؤمناً خطأً " أي : قتلاً ذا خطأ فحذف الموصوف والمضاف جميعا.


الصفحة التالية
Icon