ففصل بين اسم كان الأول وهو خالد وبين خبرها الذي هو سيفاً بقوله : بها أسد إذ كان فهذا واحد.
وثان أنه قدم بعض ما أضافه إليه وهو أسد عليها وفي تقديم المضاف إليه أو شيء منه على المضاف من القبح ما لا خفاء به فنظير الآية قوله : فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم وقوله : إذا مزقتم كل ممزق وقوله : إذا بعثر ما في القبور ثم قال : إن ربهم فإذا في هذه الأشياء متعلقة بمحذوف دل عليه ما بعد إن والفاء.
وقيل في البيت : إن كان زائدة فيصير تقديره : إذ أسد أميرها فليس في هذا أكثر من شيء واحد وهو ما قدمنا ذكره من تقديم ما بعد إذ عليها وهي مضافة إليها.
وهذا أشبه من الأول ألا ترى أنه إنما نفي حال خراسان إذ أسد أميرها لأنه إنما فضل أيامه المنقضية بها على أيام أسد المشاهدة فيها فلا حاجة به إلى كان لأنه أمر حاضر مشاهد.
فأما إذ فمتعلقة بأحد شيئين.
إما بليس وحدها وإما بما دلت عليه من غيرها حتى كأنه قال : خالفت خراسان إذ أسد أميرها التي كانت أيام ولاية خالد لها على حد ما نقول فيما يضمر للظرف ليتأولها ويصل إليها.
ومن ذلك قوله : إني كفرت بما أشركتموني من قبل تقدير من قبل أن يكون متعلقاً بكفرت المعنى : أي : كفرت من قبل بما أشركتموني.
ألا ترى أن كفره قبل كفرهم وإشراكهم إياه فيه بعد ذلك فإذا كان كذلك علمت أن من قبل لا يصح أن يكون من صلة ما أشركتموني وإذا لم يصح ذلك ثبت أنه من صلة كفرت.
ومن ذلك قوله : كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به أي : أنزل إليك لتنذر فأخر اللام المتعلق بالإنزال.
وقيل : فلا يضيق صدرك بأن يكذبوك.
عن الفراء فيكون اللام متعلقاً بالحرج.
ومن ذلك قوله : وأنفسهم كانوا يظلمون أي : كان يظلمون أنفسهم.
ومنه : وباطل ما كانوا يعلمون وأهؤلاء إياكم كانوا يعبدون.