المعنى على هذا للقول : أو حرمنا عليهم شحومهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم إلا ما حملت ظهورهما فإنه غير محرم ودخلت أو على طريق الإباحة.
ومن ذلك قوله : ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم.
قال مجاهد : فيه تقديم وتأخير والتقدير : لآتينهم من بين أيديهم وعن أيمانهم حيث ينظرون ومن خلفهم وعن شمائلهم من حيث لا ينظرون.
وقال أبو علي : أي : أسول لهم تسويلاً وأغويهم إغواء أكون به كالغالب لهم المستولي عليهم لأن من أوتي من هذه الجهات فقد أحيط به ومن أحيط به فقد استولى عليه.
وقيل : من بين أيديهم أشككهم في أخراهم ومن خلفهم أرغبهم في دنياهم وعن أيمانهم أي : من قبل حسناتهم وعن شمائلهم : من قبل سيئاتهم.
عن ابن عباس.
ويقال : لم دخلت من في الخلف والقدام وعن في اليمين والشمائل والجواب : لأن في الخلف والقدام معنى طلب النهاية وفي اليمين والشمال الانحراف.
قال أبو عيسى : لم يقل : من فوقهم لأن رحمة الله تنزل عليهم من فوقهم ولم يقل : من تحت أرجلهم لأن الإتيان منه موحش.
ومن ذلك قوله : فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم.
قال ابن عباس : في الآية تقديم وتأخير والتقدير : لا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا وإن كان موجزاً في اللفظ.
وقيل : هو على حذف المضاف أي : يعذبهم بمصائبها التي تصيبهم وقيل : بزكاتها وقيل :
وقيل : يعذبهم الله بجمعها والبخل بها.
ومن ذلك قوله : إني أسكنت من ذريتي إلى قوله : ليقيموا الصلاة.
اللام من صلة أسكنت وهو في نية التقديم والفصل بالنداء غير معتد به.
وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر.
فإنه في المعنى في نية التقديم والتأخير والتقدير : وما أرسلنا من قبلك بالبينات والزبر.


الصفحة التالية
Icon