والفصل بينهما وبين المدح أعني إدخال كان فيها فحذفها واكتفى منها بقوله كنا ومن لغو كقولك : ما رأيت أحداً وما رأيت من أحد كنا من الناس واحداً أي : كنا نبغي عميداً أو أحداً من الناس نبادله به.
والمعنى : لا أحد أفتى وأسود نتمناه مكانه.
والقلاخ بن حزن بن جناب العنبري نصري عمر عمراً طويلاً في الإسلام والقلاخ مأخوذ من القلخ وهو رغاء من البعير فيه غلظ وخشونة وأحسبه لقباً.
والله أعلم.
وله مع معاوية بن أبي سفيان خبر يذكر فيه أنه ولد قبل مولد النبي صلى الله عليه وعلى آله.
قال عثمان : في البيت فيه أشياء في التقديم والتأخير وذلك أنه أراد : فما من الناس فتى كنا نبتغي منهم واحداً عميداً نبادله به.
ولا يحسن أن يكون واحداً صفة ل عميد من حيث لم يجز أن تقوم الصفة على موصوفها اللهم إلا أن يعتقد تقديمه عليه على أن يجعله حالاً منه فقوله : من الناس خبر من فتى وقد فصل بينهما ببعض صفة الفتى وهو قوله كنا ويجوز أن من الناس صفة أيضاً ل فتى على أن يكون خبر فتى محذوفاً أي ما في الوجود أمر في المعلوم أو نحو ذلك : فتى من أمره ومن شأنه.
ويجوز أن يكون نصب واحداً ب ينبغي وعميداً وصف له وقدم واحداً وهو مفعول ينبغي عليه وقدم به وهو متعلقه بقوله نبادله وهو صفة ل عميد هي.
ولا يجوز تقديم ما في الصفة على موصوفها او قلت : عندي زيداً رجل ضارب وأنت تريد : عندي ضارب زيداً لم يجز وذلك أنه إنما يجوز وقوع المعمول بحيث يجوز وقوع العامل والعامل هنا هو الصفة ومحال تقديمها على موصوفها فإذا لم يجز ذلك أضمرت للناس مما يتعلق به مما يدل عليه.
قوله نبادله هنا بمعنى نبدله وقع فاعل موقع أفعل كقولهم : عافاه الله أي أعفاه وطارت النعل أي : أطرقتها وجعلت لها طرقاً.
ويجوز أن يكون به متعلقة ب نبتغي كقولك.
طلبت بهذا الثوب مائة درهم وأردت فيما بعت نبادله به فحذفت الثانية لمجيء لفظة الأولى