وأما قوله تعالى : الصابرين والصادقين فقد يكون من هذا الباب وقد يكون جراً جرياً على قوله : للذين اتقوا عند ربهم.
الذين يقولون ربنا
الصابرين.
ومن ذلك قوله : مذبذبين بين ذلك أي : أذمهم.
وأما قوله : أشحة عليكم فيكون على الذم ويكون على الحال من المعوقين أي : يعوقون هاهنا عند القتال ويشحون عن الإنفاق على فقراء المسلمين.
وإن شئت من القائلين وإن شئت لا يأتون البأس إلا قليلاً ويكون على الذم.
المتمم الأربعين المحذوف خبره فمن ذلك قوله تعالى : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن والتقدير : فيما يتلى عليكم شهر رمضان.
ويكون قوله : الذي أنزل فيه القرآن نعتاً.
وقيل : بل هو الخبر.
وقيل : بل الخبر قوله : فمن شهد منكم الشهر أي : فمن شهده منكم.
وجاز دخول الفاء لكون المبتدأ موصوفاً بالموصول والصفة جزء من الموصوف وكان المبتدأ هو الموصول.
ومثله قوله : قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم.
لما وصف اسم إن بالموصول أدخل الفاء في الخبر كما دخل في قوله : إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم.
وكما قال : إن الذين يكفرون بآيات الله ثم قال : فبشرهم بعذاب أليم لأن المبتدأ الموصول والنكرة الموصوفة يدخل الفاء في خبرهما.
وقال الأخفش : بل الفاء في قوله : فإنه ملاقيكم زائدة فعلى قياس قوله هنا تكون زائدة.
ويجوز أن يكون قوله الذي تفرون خبر إن كأنه قال : الموت هو الذي تفرون منه نحو القتل أو الحرب ويكون الفاء في فإنه ملاقيكم للعطف.
ومن ذلك أيضاً واللذان يأتيانها منكم أي : فيما يتلى عليكم.
ويجوز أن يقال : وإنما رفع قوله واللذان ولم ينصبه.
وقال في الكتاب : اللذين يأتيانها فاضربهما لأن الاختيار النصب لأن الذي في الكتاب يراد بهما معينان والفاء زائدة فهو بمنزلة : زيداً فاضرب.
وفي الآية لا يراد بهما معينان بل كل من أتى بالفاحشة داخل تحتها.


الصفحة التالية
Icon