والخلاف والخلف واحد وهو ظرف.
وقيل : هو مصدر في موضع الحال أي : فرح المخلفون بمقعدهم مخالفين رسول الله والمقعد المصدر لا غير لتعلق خلاف به والمكان لا يتعلق به شئ.
وإن كان خلاف مصدراً فهو مضاف إلى المفعول به.
والمقعد والمثوى في قوله تعالى :" النار مثواكم " ومغار في قول حميد بن ثور : مغار ابن همام على حي خثعما مصادر كلها لما يتعلق به ما بعدها فالمقعد : القعود.
والمثوى : الثواء.
والمغار : الإغارة.
والملقى في قول ذى الرمة : أي : فظل بالإلقاء.
والمجر في قول النابغة : كأن مجر الراسيات ذيولها " فاْلَملْقَى " والمجر مصدران.
ومن ذلك قوله تعالى :" وقودها الناس " لا يكون إلا على الاتساع أي : وقودها يلهب الناس.
ومن ذلك قوله تعالى :" والله مخرج ما كنتم تكتمون ".
ما بمنزلة الذي.
ويجوز أن تجعلها مصدراً أي : الكتمان.
ويريد مع هذا بالكتمان : المكتوم أي : ذا الكتمان فحذف المضاف ويخرج على معنى الحكاية كقوله :" باسط ذراعيه ".
وإنما قال :" ما كنتم تكتمون " لمن علم القاتل وكتم أمره دون القاتل لأنه يجحد ولا يكتم.
ومن ذلك قوله تعالى :" وكفى بجهنم سعيراً ".
وقال أبو عبيدة : أي : وقوداً.
وهذا يصح على حذف المضاف والمضاف إليه كله أي وكفى بسعير جهنم سعيراً لأن السعير هو الاستعار وجهنم اسم مكان فلا يكون ذو الحال الحال إلا على هذا التقدير وتكون الحال مؤكدة كقوله : كفى بالنأى من أسماء كاف وقال أبو الحسن في سعير : أي مسعورة.
واستدل على ذلك بقوله تعالى :" وإذا الجحيم سعرت ".
وإن أراد أبو عبيدة بالوقود الحطب كان أيضاً على حذف المضاف أي : وكفى بوقود جهنم وقودا والحال أيضاً مؤكدة.
ومن ذلك قوله تعالى :" وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً درجات منه ومغفرة ورحمة " انتصب أجرا لأن " فَضَّل " يدل على أجر ولا ينتصب بفضل لاستيفائه المجاهدين أولاً والثاني على القاعدين.