قوله : يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين.
قيل : معناه : بعد المشرق والمغرب.
فهذا كالقمرين والعمرين.
وقيل : مشرق الشتاء والصيف.
وأما قوله تعالى :" وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ".
وهم لم يدعوا إلهية مريم كما ادعوا إلهية المسيح فيما يزعمون فإن ذلك يجيء على : لنا قمراها والنجوم الطوالع والعجاجان لرؤبة والعجاج والأسودان للماء والتمر أطلق على أحدهما اسم الآخر وإن لم يكن ذلك اسما له.
واعلم أنه قد جاءت التثنية يراد بها الكثرة والجمع كما جاء الجمع يراد به التثنية.
قال الله تعالى :" بل يداه مبسوطتان ".
وقال :" ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير ".
أي : كرتين اثنتين.
وإنما ذاك بكراتٍ وكأنه قال : كرة بعد كرة كما قالوا : لبيك أي : إلبابا بعد إلباب وإسعادا بعد إسعادٍ في : سعديك وحنانيك : تحننا بعد تحنن قال : ضرباً هذاذيك وطعناً وخضا أي هذا بعد هذٍ.
وأنشدوا للكميت : وأنت ما أنت في غبراء مظلمةٍ إذا دعت ألليها الكاعب الفضل أي : أللا بعد ألل.
وهذا حديث يطول.
وأما قوله تعالى :" ولمن خاف مقام ربه جنتان ".
الفراء يريد به المفرد كقوله : ومهمهين ثم قال : قطعته وهذا لا يصح كقوله " وجنى الجنتين " وقوله :" جنةً وحريرا " " ودانيةً " وقوله " قطعته " كقوله :" معين بسواد " في الرد إلى الأول.
ومن ذلك قوله :" أولئك مبرءون " يعني : عائشة وصفوان.
وقال :" وألقى الألواح " وفي التفسير : كان معه لوحان.
وقال :" وكنا لحكمهم شاهدين " والمتقدم : داود وسليمان.
وأما قوله تعالى :" إن المتقين في جناتٍ ونهر في مقعد صدق ".
هو على حذف المضاف أي : في وكذا قراءة من قرأ " في مسكنهم " أي : في موضع سكناهم لأن الاستغناء بالجمع عن المضاف إليه أكثره في الشعر نحو :" في حلقكم عظم " و " بعض بطنكم ".
نقل فارسهم.