ومثله : ذرية أصله : ذروة فعلولة من الذر فأبدلت من الراء ياء وقلبت الواو ياء وأدغمت فيه فصارت ذرية.
وفي ذلك ما روى عن ابن كثير في قوله :" فذانك برهانان من ربك ".
قال أبو علي : وجه ما روى من " فذانيك : أنه أبدل من النون الثانية الياء كراهية التضعيف.
ومن ذلك قراءة من قرأ :" وقرن في بيوتكن " هو من قر في المكان يقر أصله : اقررن فأبدل من الراء الأخيرة ياء ثم حذفها وحذف همزة الوصل فصار : قرن وهو مشكل.
ومثله :" فما لكم عليهن من عدة تعتدونها " فيمن قرأها بالتخفيف أصله " تعتدونها " فأبدل من الدال حرف اللين.
http://www.al-eman.com/Islamlib/ - TOPالثاني والخمسون باب ما جاء في التنزيل من حذف واو العطف
فمن ذلك قوله تعالى :" صمٌّ بكمٌ عميٌ " والتقدير : صم وبكم وعمى كقوله في الأخرى :" صمٌّ وبكمٌ في الظلمات " فالتقدير فيه أيضا : وفي الظلمات.
ومن ذلك قوله :" أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون " و " أصحاب النار هم فيها خالدون " فحذف الواو.
وهكذا في جميع التنزيل من هذا النوع.
ومن ذلك قوله تعالى :" سيقولون ثلاثةٌ رابعهم كلبهم " أي : ورابعهم كلبهم.
وكذلك قوله :" ويقولون خمسةٌ سادسهم كلبهم " أي : وسادسهم.
دليل ذلك قوله :" ويقولون سبعةٌ وثامنهم كلبهم ".
وكما ظهرت الواو هنا فهي مقدرة في الجملتين المتقدمتين إذ ليست الجملتان صفة لما قبلهما ولا حالا ولا خبرا لما تقدم في غير موضع وإنما هما جملتان في تقدير العطف على جملتين.
ومن ذلك قوله تعالى :" ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم " التقدير : وأغويناهم وقد تقدم شرحه.


الصفحة التالية
Icon