ويقولون في بمعنى على ويحتجون بقوله تعالى :" ولأصلبنكم في جذوع النخل " أي : عليها.
وهذا في الحقيقة من باب الحمل على المعنى.
فقوله :" من أنصارى إلى الله " معناه : من يضيف نصرته إلى نصرة الله وكذا :" ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ".
أي مضمومة إليها وكذلك قوله :" هل لك إلى أن تزكى " وأنت إنما تقول : هل لك في كذا لكنه لما كان هذا دعاء منه صلى الله عليه وعلى آله له صار تقديره : أدعوك وأرشدك إلى أن تزكى.
وأما قوله :" ولأصلبنكم في جذوع النخل " فليس في بمعنى على وإنما هو على بابه لأن المصلوب في الجذع والجذع وعاء له.
http://www.al-eman.com/Islamlib/ - TOPلرابع والخمسون باب ما جاء في التنزيل من اسم الفاعل المضاف إلى المكنى
وذلك قد جاء في التنزيل في ستة مواضع : فمن ذلك قوله تعالى :" واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه ".
وقال :" فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجلٍ هم بالغوه ".
وقال الله تعالى :" لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس ".
وقال الله تعالى :" إنا منجوك وأهلك ".
وقال :" إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ".
فهذه ستة مواضع.
فالهاء والكاف في هذه الآي جرٌّ عندنا.
وقال أبو الحسن : هو نصب واحتج بانتصاب قوله " وأهلك " فلولا أن الكاف منصوب المحل لم ينصب " أهلك " واحتج بأن النون إنما حذف حذفا لتعاقبه المضمر لا لأجل الإضافة فوجب أن يكون منصوبا قياسا على قولنا : هؤلاء ضوارب زيداً وحجاج بيت الله فإن التنوين هنا حذف حذفا فانتصب ما بعده كذلك ها هنا ولا يلزم قولكم إن المضمر يعتبر بالمظهر لأنا نرى نقيض ذلك في باب العطف حيث لم يجز عطف المظهر على المضمر المرفوع ولا على المضمر المجرور وإن جاز عطفه على المضمر المنصوب فكذلك ها هنا يجوز أن يقع المضمر منصوبا وإن كان المظهر لو وقع كان مجرورا.


الصفحة التالية
Icon