ومن ذلك قوله :" ومن خزي يومئذٍ " " وهم من فزعٍ يومئذٍ " " من عذاب يومئذٍ ".
وقوله :" فذلك يومئذٍ يومٌ عسير " فيمن فتح فتحه لأنه بناه حين أضافه إلى إذ فاكتسى منه البناء.
وربما يكتسى منه الشيوع ومعنى الشرط ومعنى الاستفهام.
فالشيوع كقوله :" بئس مثل القوم الذين كذبوا " لما أضاف " مثل " إلى اللام كان بمعنى اللام.
فأما قوله تعالى :" قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم " فليس من هذا الباب لأنه مضاف إلى المعرب دون المبني فانتصابه إنما هو على الظرف أي : هذا واقع يوم ينفع الصادقين أو يكون ظرفا ل " قال " أي : قال الله هذا في ذلك اليوم.
وقال قوم :" يسألون أيان يوم الدين يوم هم على النار يفتنون " : إن قوله " يوم هم على النار " مبني على الفتح وهو في موضع الرفع لأنه بدل من قوله " يوم الدين ".
وقالوا : إنما بني لأنه أضيف إلى الجملة والجملة لا يتبين فيها الإعراب فلما أضيف إلى شيئين كان مبنياًّ.
وقالوا في قوله تعالى :" وما أدريك ما يوم الدين " فجرى ذكر " الدين " وهو الجزاء قال :" يوم لا تملك " أي : الجزاء يوم لا تملك فصار " يوم لا تملك " خبر الجزاء المضمر لأنه حدث فيكون اسم الزمان خبرا عنه ويقوى ذلك قوله :" اليوم تجزى كل نفسٍ بما كسبت ".
ويجوز النصب على أمرٍ آخر وهو أن " اليوم " لما جرى في أكثر الأمر ظرفا ترك على ما كان يكون عليه في أكثر أمره ومن الدليل على ذلك ما اجتمع عليه القراء في قوله تعالى :" منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ".
وقوله تعالى :" وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك ".
ومثله :" وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس ".
ومثله :" لقد تقطع بينكم " فيمن نصب.
ومثله :" يوم القيامة يفصل بينكم " مرتبا للمفعول لما جرى بين في كلامهم منصوبا بقاه على النصب.